فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)}.

.الإعراب:

(ما) نافية. والثانية اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (إلّا) للحصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلقنا أو من مفعوله. (أجل) معطوف على الحقّ بالواوبحذف مضاف أي وتقدير أجل. (عمّا) متعلّق بالخبر (معرضون). و (الواو) في (أنذروا) نائب الفاعل.
جملة: {ما خلقنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {الذين كفروا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {أنذروا} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفيّ.

.[سورة الأحقاف: آية 4].

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أو أثارة مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (4)}.

.الإعراب:

(أرأيتم) بمعنى أخبرونى والهمزة للاستفهام (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أول (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر. (ماذا) مبتدأ وخبر (من الأرض) متعلّق بـ (خلقوا). (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ شرك (في السموات) متعلّق بـ (شرك) بحذف مضاف أي في خلق السموات (بكتاب) متعلّق بـ (ائتوني). (من قبل) بنعت لكتاب (أو) حرف عطف (أثارة) معطوف على كتاب (من علم) متعلّق بنعت لـ (أثارة) (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {رأيتم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تدعون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {أروني} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ماذا خلقوا} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية الثاني. ومفعول فعل الرؤية الأول محذوف دلّ عليه المذكور.
وجملة: {خلقوا} لا محلّ لها صلة الموصول (ذا).
وجملة: {لهم شرك} لا محلّ لها استئناف في حيز القول.
وجملة: {ائتوني} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {كنتم صادقين} لا محلّ لها استئنافيّة وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

.الصرف:

(أثارة). مصدر سماعيّ لفعل أثر الثلاثيّ باب نصر أي ذكر الحديث أو الخبر أو غيره. وزنه فعالة بفتح الفاء كضلالة. أي بقيّة من علم..

.[سورة الأحقاف: الآيات 5- 6].

{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (5) وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ (6)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (أضلّ) (ممّن) متعلّق بـ (أضلّ) (من دون) متعلّق بحال من الموصول: من لا يستجيب (لا) نافية (له) متعلّق بـ (يستجيب). (إلى يوم) متعلّق بـ (يستجيب) (الواو) عاطفة- أو حالية- (عن دعائهم) متعلّق بـ (غافلون)..
جملة: {من أضلّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يدعو} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {لا يستجيب} لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: {هم غافلون} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يستجيب.
6- (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بحال من (أعداء) خبر كانوا (بعبادتهم) متعلّق بخبر كانوا الثاني (كافرين).
وجملة: {حشر الناس} في محلّ جرّ مضاف إليه..
وجملة: {كانوا} (الأولى) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {كانوا} (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا (الأولى).

.البلاغة:

1- نكتة بلاغية: في قوله تعالى: {إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ}.
حيث يوجد فيها نكتة حسنة رائعة. وذلك أنّه جعل يوم القيامة غاية لعدم الاستجابة. ومن شأن الغاية انتهاء الشيء عندها. لكن عدم الاستجابة مستمر بعد هذه الغاية. لأنهم في القيامة أيضا لا يستجيبون لهم فالوجه أنها من الغايات المشعرة بأن ما بعدها. وإن وافق ما قبلها. إلا أنّه أزيد منه زيادة بينة تلحقه بالثاني. حتى كأن الحالتين وإن كانتا نوعا واحدا لتفاوت ما بينهما كالشيء وضده. وذلك أن الحالة الأولى التي جعلت غايتها القيامة لا تزيد على عدم الاستجابة. والحالة الثانية التي في القيامة زادت على عدم الاستجابة بالعداوة وبالكفر بعبادتهم إياهم. وذكر ذلك في الآية التي بعدها. فهو من وادي ما تقدم في سورة الزخرف في قوله: {بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وآباءهم حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ ورسول مُبِينٌ ولما جاءَهُمُ الْحَقُّ قالوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ}.
2- التغليب: في قوله تعالى: {مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ}.
حيث أسند إلى ما يدعون من دون اللّه من الأصنام ما يسند إلى أولى العلم من الاستجابة والغفلة. تغليبا. وذلك لأنهم كانوا يصفونهم بالتمييز جهلا وغباوة.

.[سورة الأحقاف: الآيات 7- 8].

{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتنا بَيِّناتٍ قال الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) أَمْ يَقولونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هو أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وهو الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق بـ (تتلى). وضمير الغائب يعود على كفّار مكّة (بيّنات) حال من آياتنا منصوبة (للحقّ) متعلّق بـ (قال) و (اللام) للتعليل أي لأجله (لمّا) ظرف بمعنى حين مجرد من الشرط متعلّق بـ (قال).
جملة: {تتلى عليهم} في محلّ جرّ مضاف إليه والشرط وفعله وجوابه استئناف.
وجملة: {قال الذين كفروا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {جاءهم} في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: {هذا سحر} في محلّ نصب مقول القول.
8- (أم) المنقطعة بمعنى بل وهمزة الأنكار (افتريته) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (لي) متعلّق بـ (تملكون) بتضمينه معنى تقدّمون (من اللّه) متعلّق بـ (حال) من (شيئا) بحذف مضاف أي من عذاب اللّه (بما) متعلّق بأعلم (فيه) متعلّق بـ (تفيضون). (الهاء) في (به) محلّها البعيد فاعل كفى. ومحلّها القريب مجرورة بالباء الزائدة (شهيدا) حال منصوبة- أوتمييز- (بيني) ظرف منصوب متعلّق بـ (شهيدا). (بينكم) معطوف على بيني ومتعلّق بـ (شهيدا). (الواو) عاطفة (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: {يقولون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {افتراه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {افتريته} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لا تملكون} في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنتم والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {هوأعلم} لا محلّ لها تعليل للنفي السابق.
وجملة: {تفيضون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {كفى به} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {هوالغفور} لا محلّ لها معطوفة على جملة كفى به.

.الصرف:

(كفى). فيه إعلال بالقلب أصله كفى مضارعه يكفي. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.

.[سورة الأحقاف: آية 9].

{قُلْ ما كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)}.

.الإعراب:

(ما) نافيّة (من الرسل) متعلّق بنعت لـ (بدعا). (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى. والثالثة نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به. (بي) متعلّق بـ (يفعل). (لا) زائدة لتأكيد النفي (بكم) متعلّق بـ (يفعل) فهو معطوف على الجارّ الأول (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به. ونائب الفاعل لفعل (يوحى) هو العائد (إليّ) متعلّق بـ (يوحى). (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (إلّا) مثل الأولى.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما كنت بدعا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ما أدري} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {يفعل} في محلّ نصب نعت لـ (ما).
وجملة: {أتّبع} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {يوحى} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {ما أنا إلّا نذير} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

.الصرف:

(بدعا). مصدر بدع يبدع باب فتح. وزنه فعل بكسر فسكون. وهو بمعنى اخترع الشيء وصنعه على مثال فريد. أوهو من باب كرم ولكنه صفة مشبّهة أي كان بدعا أي فريدا.

.[سورة الأحقاف: آية 10].

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}.

.الإعراب:

مفعولا فعل (رأيتم) مقدّران أي: أرأيتم حالكم إن كان كذا ألستم ظالمين (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (من عند) متعلّق بخبر كان (به) متعلّق بـ (كفرتم). (من بني) متعلّق بنعت لـ (شاهد) (على مثل) متعلّق بـ (شهد). (الفاء) عاطفة (لا) نافية.
وجملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أرأيتم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كان من عند اللّه} لا محلّ لها اعتراضيّة بين الفعل ومفعوليه المقدّرين وجواب الشرط محذوف تقديره خسرتم.
وجملة: {كفرتم به} لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: {شهد شاهد} لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: {امن} لا محلّ لها معطوفة على جملة شهد.
وجملة: {استكبرتم} لا محلّ لها معطوفة على جملة امن.
وجملة: {إنّ اللّه لا يهدي} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا يهدي} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الفوائد:

صدق النبوة:
دلت هذه الآية على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. وقد شهد بها عالم من اليهود فآمن.
و لكن الكفار استكبروا فلم يؤمنوا. واختلف العلماء في هذا الشاهد والجمهور على أنّه عبد اللّه بن سلام.
ويدل عليه ما روى عن أنس بن مالك قال: بلغ عبد اللّه بن سلام مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه وقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي. ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنّة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أمه. وفي رواية إلى أخواله؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أخبرني بهن آنفًا جبريل. فقال عبد اللّه بن سلام ذاك عدواليهود. فقرأ هذه الآية مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ. فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أما أول أشراط الساعة. فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب. وأما أول طعام يأكله أهل الجنّة فزيادة كبد الحوت وأما الشبه بالولد. فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له. وإذا سبقت كان الشبه لها. قال: أشهد أنك رسول اللّه. ثم قال: يا رسول اللّه. إن اليهود قوم بهت (كاذبون) إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك فجاءت اليهود. ودخل عبد اللّه البيت. فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أي رجل فيكم عبد اللّه بن سلام؟ قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا. وخيرنا وابن خيرنا. قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أفرأيتم إن أسلم عبد اللّه. قالوا:
أعاذه اللّه من ذلك. فخرج عبد اللّه إليهم. فقال: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمدا رسول اللّه. فقالوا: شرّنا وابن شرّنا. ووقعوا فيه. فقال عبد اللّه بن سلام: هذا الذي كنت أخاف يا رسول اللّه. أخرجه البخاري في صحيحه.

.[سورة الأحقاف: آية 11].

{وَقال الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمنوا لَوكانَ خَيْرًا ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقولونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (للذين) متعلّق بـ (قال) و (اللام) بمعنى لأجل (لو) حرف شرط غير جازم. واسم (كان) محذوف يعود على ما جاء به الرسول من الآيمان والقرآن المفهو م من السياق (ما) نافية (إليه) متعلّق بـ (سبقونا). (الواو) عاطفة (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمحذوف يقتضيه السياق أي قالوا ما قالوه. أوظهر عنادهم (به) متعلّق بـ (يهتدوا) المنفي (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (السين) حرف استقبال.